الأحد، 18 يوليو 2010

مركز الاستشعار عن بعد يعلن عن بداية شهر رمضان في ليبيا


مركز الاستشعار عن بعد يعلن عن بداية شهر رمضان في ليبيا

13:50:48 17/7/2010
طرابلس  - المنارة
أعلن المركز الليبي للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء في بيان أصدره أنه بناء على الدراسات الفلكية والحسابات العلمية فإن  بداية شهر رمضان المبارك في ليبيا ستكون يوم الأربعاء الموافق 11/08/2010

وذكر المركز في بيان آخر أصدره بالتزامن مع البيان الصادر لتحديد شهر رمضان أن يوم الخميس الموافق 9/9/2010 هو أول أيام عيد الفطر المبارك.

وأوضح هذا البيان أن البداية الفلكية لشهر رمضان ستكون عند الساعة التاسعة وخمس دقائق صباحا بالتوقيت المحلي يوم الثلاثاء الموافق  10 / 8 / 2010 في حين أن البداية الفلكية لشهر شوال - وحسب بيان آخر صادر عن المركز - ستكون عند الساعة الثانية عشر واثنين وثلاثين دقيقة من ظهر يوم الأربعاء الموافق 8 / 9 / 2010 ليكون الخميس أول أيام عيد الفطر المبارك.بحسب مركز الاستشعار.

يشار إلى أن الحسابات الفلكية والعلمية لمركز الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء بليبيا أثارت جدلا واسعا بين الليبيين وصلت إلى الخلافات بين أبناء الأسرة الواحدة حول تحديد بدء صيام شهر رمضان المبارك والاحتفال بعيدي الفطر والأضحى المباركين في العام الماضي.


الثلاثاء، 13 يوليو 2010

بيل جيتس يعلمك بعض المهارات

قرر بيل جيتس
مؤسس وصاحب شركة مايكروسوفت،
إلقاء محاضرة فى إحدى  المدارس الأمريكية عن التنمية الذاتية،


 ذلك لاقتناعه بأن أغلب أنظمة التعليم تعزز الإحساس الكاذب بسهولة النجاح،
 بالتالى فهى تخلق جيل غير قادر على الابتكار أو التعامل مع الواقع.
كان عنوان المحاضرة
مهارات وأفكار لن تتعلموها فى المدارس،


 وللتعرف على نصائحه
 إليكم 11 قاعدة:

القاعدة الأولى:
عليك أن تقبل وتعتاد العيش فى الظروف التى تعيش فيها.

القاعدة الثانية:
لن تستطيع الحصول على دخل سنوى قدره 60 ألف دولار بمجرد التخرج من المدرسة الثانوية، ولن تتقلد منصباً رفيعاً لمجرد أنك إنسان محترم، ولن تحصل على سيارة إلا بعد أن تجتهد وتجد فى الحصول على الوظيفة المرموقة والسيارة الفارهة.

القاعدة الثالثة:
العالم لا يعنيه مدى احترامك لذاتك ولا كيف ترى نفسك، فسوف يتوقع منك الجميع أن تنجز شيئاً وأن تؤدى دوراً قبل أن ينتابك شعور بالفخر تجاه نفسك.



القاعدة الرابعة:
إذا كنت تعتقد أن معلمك شديد وعنيف وأن طلباته المتواصلة تفوق طاقتك، فلا تسرع فى الحكم وانتظر حتى يكون لك مدير.



القاعدة الخامسة:
لا تظن أن العمل فى مطاعم الهمبرجر وغسيل الأطباق وظيفة دون المستوى، فقد كان أجدادنا وآباؤنا وما زال الناس فى الدول الفقيرة يتمنون فرصة عمل كهذه.



القاعدة السادسة:
قبل ولادتك لم يكن والداك شخصين مملين، كما تظن الآن، لقد أصبحا كذلك بسبب مصاريف دراستك وارتفاع ثمن ملابسك الجميلة، والنظر إليك وأنت تكبر يوماً بعد يوم، ولذلك وقبل أن تشرع فى إنقاذ وتغيير العالم وإنقاذ الغابات الاستوائية من الدمار وفى حماية البيئة والتخلص من السلبية فى العالم، ابدأ أولاً فى تنظيف دولابك الخاص، وأعد ترتيب غرفتك.



القاعدة السابعة:
إذا ما أخطأت وسقطت وارتبكت، فاعلم أن الذنب ذنبك، وليس ذنب أهلك أو والديك، وبدلاً من أن تبكى وتندب حظك، تعلم من أخطائك.



القاعدة الثامنة:
قد تكون مدرستك قد تخلصت من المتفوقين والكسالى معاً
إلا أنهم ما زالوا موجودين فى كل مكان.
 فى بعض المدارس تم إلغاء درجات الرسوب، حيث يتم منح الطلبة أكثر من فرصة لإعطاء الإجابات الصحيحة، وهى فرص لن يتمتعوا فيها عند الخروج إلى الحياة العملية، ففى بعض الأحيان لا يتم منحنا إلا فرصة واحدة فقط.



القاعدة التاسعة:
الحياة التى نراها فى الأفلام السينمائية؛ ليست واقعية ولا حقيقة.
 ى الواقع لا يقضى الناس كل وقتهم فى اللعب والإجازات والجلوس فى المقاهى الفارهة،
 بل عليهم الذهاب إلى العمل.



القاعدة العاشرة:
الحياة ليست سلسلة من الفصول الدراسية المتتابعة، ولن تستطيع أن تقضى كل فصل صيف فى إجازة، ولن يكون أصحاب الأعمال مثلاً كالمعلمين متفرغين فقط لمساعدتك عليك أن تساعد نفسك وأن تنجز كل أعمالك على حساب وقتك أنت.



القاعدة الحادية عشرة:
عليك أن تحترم المتفوقين
حتى و أن كانوا غريبى الأطوار
لأن ربما ينتهى بك الحال فى العمل تحت قيادتهم.

الخميس، 8 يوليو 2010

عبد الرازق شقلوف... من فرسان الاستقلال والدولة


عبد الرازق شقلوف... من فرسان الاستقلال والدولة
د. فتحى رجب العكارى
المنارة- 13-05-2010
مولده ونشأته
           ولد عبد الرازق شقلوف في مدينة درنة سنة 1914 ميلادية وعاش فيها فترة من الزمن؛ ثم عاش في ربوع ليبيا متنقلا بين القرى والمدن إلى أن عاد إلى درنة آخر أيامه ليموت فيها سنة 2004 م ، وهو في هذه يختلف عن كثير من أبناء درنة الذين انتهى بهم المطاف بالاستقرار في طرابلس وبنغازي . عاش عبد الرازق في درنة يتيما حيث مات والده وعمره لم يتجاوز الخمس سنوات وتولت رعايته والدته، و التحق في سنينه الأولى بكتاب المرغني ، ثم درس بالمدارس الإيطالية حيث أنهى دراسته بالمرحلة المتوسطة في العشرينيات من القرن العشرين. وفي سنة 1932 اشترك فى امتحان إجازة المدرسين في بنغازي ونجح فيه وعين مدرسا للغة العربية باجدابيا سنة 1933 م. وخلال زيارته بنغازي للامتحان لقي اهتمام الأستاذ عمر فخري رئيس تحرير مجلة ليبيا المصورة 1936-1940، حيث أهداه مجلد العروة الوثقى التي كان يصدرها جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده في باريس فانكب على قراءته مما ساهم في تشكيل وعيه السياسي في مرحلة متقدمة من عمره وكان يعتبر عمر فخري أستاذه في الوطنية. ثم أتيحت له فرصة زيارة روما في سنة 1933م و التى تم ترتيبها لعدد من الليبيين للإطلاع على معرض فيها؛ وكان بين رفاقه في هذه الرحلة الدكتور وهبي البوري و هو أحد كبار المخضرمين من رجال مدينة بنغازي، وبالتالي أتيحت الفرصة لعبد الرازق أن يلم ببعض جوانب الأحوال السياسية والفكرية بمدينة بنغازي، كما أتاحت له هذه الفرصة أن يرى مدى تقدم الحياة في الغرب من خلال روما.
عبد الرازق شقلوف فى لقاء مع أحد مندوبى الدول العربية فى الأمم المتحدة


           تنقل عبد الرازق شقلوف بين عدة مناطق من خلال عمله في التعليم حيث عمل في اجدابيا م1933 ثم الكفرة 1934م حيث افتتح أول مدرسة حديثة بها، ثم انتقل إلى سلوق سنة 1936 م وفيها درس بمدرسة خاصة بالأيتام وأحس بهموم وآلام الأيتام والفقراء وما فعله المستعمر بسكان ليبيا.
     بعد التعليم انتقل عبد الرازق إلى العمل الإداري حيث عين مديرا في اجدابيا ثم بعد ذلك في الفايدية ، ومما يجدر ذكره أن حياة التنقل هذه في تلك الأيام لم تكن سهلة فالمواصلات صعبة وظروف الحياة قاسية، فالبلد كانت في حالة استعمار وحرب لكن هذه الطريقة من الحياة ساهمت في تشكيل شخصيته وصقل خبرته في الحياة والإدارة والسياسة كما أتاحت له الفرصة للتعرف على رجالات البلد والخروج من قوقعة الانتماء الضيق إلى مدينة درنة فأصبح همه الكبير هو استقلال ليبيا.
        لقد كان عبد الرازق شقلوف أحد بناة رجال الدولة قبل أن يتحقق الاستقلال، فبعمله في التعليم مع العديد من رفاقه من أبناء ليبيا  وضعوا حجر الأساس  لإعداد جيل النهضة الذي ساهم في بناء صروح الدولة الليبية. أما اضطلاعهم بالأعمال الإدارية في مختلف قطاعات المجتمع المدني فساهم في تشكيل العقلية الإدارية الليبية من خلال الممارسة والاحتكاك بالعناصر الأجنبية سواء الإيطالية ثم الإنجليزية مما خلق جيلا من الكفاءات الوطنية في غياب التعليم العالي. ففى خلال فترة الاستعمار الإيطالي كان إعداد الكوادر الليبية بطريقة غير مباشرة كمن يشعل النار تحت الرماد؛ وأعني بها هنا جذوة الروح الوطنية والتطلع للاستقلال والحرية وبناء حياة أفضل. وتحضرني هنا كلمات ذكرها عبد الرازق لأخي الكريم محمد المفتي ' كنت مديرا في الفايدية وكان المستعمرين الطليان منزلين في كبدي السم، كانوا يقولوا الجبل (الأخضر) لا مقر ولا ممر للعرب ' وقد ذكر هذا المفتي في كتابة سهارى درنة، الصادر عام 2007 ميلادية.1
مسيرته الوطنية
         لقد دخل عبد الرازق شقلوف الحياة العملية أيام الاستعمار الإيطالي وأحس بالظلم والقهر الذي يعيشه شعبه مع كل يوم مر به بين ربوع بلاده ولكن نقطة التحول في حياته كانت في رفقته لشيخ الشهداء عمر المختار شهرا ونصف عندما التحق بمعسكر المجاهدين في دور الفضيل بو عمر، ورافق في تلك الفترة المجاهد عبد الحميد العبار والمجاهد يوسف بو رحيل المسماري والمجاهد الفضيل بو عمر مما ألهب في نفسه الشوق للعمل الوطنى و النضال السياسي المنظم. ولكن بقاءه في ادوار المجاهدين لم يطل لصغر سنه وقلة إمكانات المجاهدين،و حينها قال له سيدي عمرالمختار ' يا وليدي أنت صغير وما عندناش شي لك، لا سلاح ولا كسوة ' فعاد إلى درنة.
وبعد هزيمة إيطاليا في الحرب ضد الحلفاء وانسحابها من برقة ودخول الإنجليز بدأت مرحلة جديدة من العمل الوطني في حياة عبد الرازق شقلوف حيث بدأ تشكل العمل السياسي الوطني الليبي في العديد من المدن وخاصة درنة وبنغازي في الجهة الشرقية من خلال جمعية عمر المختار.
وعندما دخل الإنجليز برقة في ديسمبر 1940 م ووصلت طلائع جيش التحرير الليبي ومن بينهم المرحوم نوري الصديق الذي أصبح رئيسا للأركان في الستينات من القرن العشرين، أقام الليبيون احتفالا بالمناسبة ورفع عبد الرازق شقلوف العلم الليبي (علم إمارة برقة) لأول مرة في منطقة الجبل الأخضر وكان المعمرون الإيطاليون يراقبون ما يجري عن كثب.وفي فبراير 1941 م عندما انسحب الإنجليز باتجاه الشرق  وقع الليبيون المناهضون للطليان في حيرة ومنهم عبد الرازق شقلوف حيث كان يتوقع أن ينتقم منهم الإيطاليون، ونصحه اصحابه بالانسحاب مع الإنجليز إلى طبرق. وفي طبرق قابله نقيب في الجيش البريطاني يدعى هيزلن واتفق معه على العمل كفدائي خلف خطوط الإيطاليين كأحد أعضاء جيش التحرير الليبي، وشارك في العمل الفدائي عدة أشهر ثم أصيب بجروح في طبرق وتم ترحيله إلى مصر حيث دخل المستشفى في الإسكندرية، ثم نقل إلى السودان حيث التقى بالأديب عباس محمود العقاد في الخرطوم وعلي العنيزي وأستاذه السابق علي الجربي وعلي المكاوي وونيس القذافي والعديد من الشخصيات الليبية والعربية مما أثرى علاقاته الفكرية والسياسة. وخرج عبد الرازق شقلوف من الحرب العالمية الثانية بحصيلة طيبة من المعارف وأهمها تعرفه على الشاعر الوطني إبراهيم الأسطى عمر الذى كان جنديا فى جيش التحرير ثم أصبح رفيق دربه السياسي لفترة من الزمن، كما نال عبد الرازق ثقة الإنجليز بقدراته وذكائه وشجاعته. وفي هذه الفترة تبلورت في ذهن عبد الرازق والعديد من رفاقه فكرة الاستقلال التام لليبيا الموحدة. ووصل عبد الرازق إلى ذروة مسيرته الوطنية من خلال انتمائه إلى جمعية عمر المختار بدرنة والتي تأسست عام 1944 م تحت رئاسة علي باشا العبيدي، ففي ديسمبر 1945 م قررت الجمعية تأسيس رابطة للشباب كمنشط فرعي للجمعية واختير لها عبد الرازق شقلوف رئيسا. ولم تمض فترة وجيزة حتى انضم إلى هذه الرابطة ما يقرب من 250 عضوا وتنوعت مناشطها الشعبية؛و لكن بقى النشاط الثقافي هو المتميز والمؤثر في مسيرة الحياة الليبية. ويعتبر النشاط الثقافي بمثابة أكاديمية شعبية للتدريب وبناء المهارات السياسية والإدارية من خلال الندوات و المحاضرات و المناظرات؛ وشارك في هذه اللجنة كلٌ من عبد الرازق شقلوف وعبد الله سكته وإبراهيم الأسطى عمر والمبروك الجباني.ولكن نشاط عبد الرازق المتميز أزعج الإدارة البريطانية فأصدرت في منتصف عام 1946 م منشورا يمنع على موظفى الإدارة المشاركة في العمل السياسي وإلا ستضطر للاستغناء عن خدماتهم، فكان رد عبد الرازق بنفس القوة حيث قال في رسالة احتجاج:
 'كان الدافع من وراء مقاومتي مع الحلفاء هو تحرير بلادي واسترجاع استقلالها المسلوب.... مؤكدا بأنني وطني ليبي قبل أن أكون موظفا حكوميا، وعربي صميم قبل أن أكون إمعة تسيرها السياسة الأجنبية ضد القومية العربية '
 وكتب هذا الكلام بخط يده إلى الجهة التي يعمل بها، وبالتالي تم قبول استقالته مما جعله حرا طليقا ينتقل في ليبيا ليقابل دعاة الاستقلال وبناة الدولة بعد ذلك.وسافر إلى طرابلس والتقى بالهادي المشيرقي ومصطفى ميزران و هما من رجال الحركة الوطنية فيها، مما زاد في تأكيد قناعته بالوحدة مع الاستقلال. ثم سافر إلى مصر بعد ذلك وذهب لطلب العون من الملوك والرؤساء العرب المجتمعين في أنشاص من أجل استقلال ليبيا، وقد مولت جامعة الدول العربية هذه الزيارة بمنحه عشرين جنيها شهريا ولمدة ثلاثة أشهر. وتكمن أهمية هذه الزيارة في ربطه برجال النخبة السياسة ومنحه الثقة في لقاء القادة وحضور الملتقيات السياسة الدولية وكأنها تعده لدوره مع فرسان الاستقلال في رحلتهم الشهيرة إلى الأمم المتحدة لإقناعها بضرورة استقلال ليبيا كدولة موحدة ذات سيادة لتصبح عضوا في المنظمة وعضوا في جامعة الدول العربية.

الاستقلال والدولة
     تم اختيار عبد الرازق شقلوف ليلتحق بالوفد الليبي المسافر إلى الأمم المتحدة لعرض قضية استقلال ليبيا كدولة موحدة وكان ضمن وفد من ثلاثة أشخاص مثلوا برقة في المفاوضات مع كل من خليل القلال وعمر شنيب وقد أطلقت عليهم الصحافة في حينها فرسان الاستقلال.

عمر شنيب و خليل القلال و عبد الرازق شقلوف فى كواليس الأمم المتحدة

     نجح الوفد الليبي، الذى كان يضم تسعة أعضاء يمثلون برقة و طرابلس إضافة إلى ممثلى بعض الأحزاب الليبية مثل حزب المؤتمر و حزب الاستقلال من طرابلس، في تحقيق هدفه باستصدار قرار من الأمم المتحدة بتاريخ 12 أكتوبر 1949 م يقضي باستقلال ليبيا في موعد أقصاه يناير 1952 م. و يرجع الفضل فى هذا النجاح إلى جهاد الليبيين فى الداخل و نضال من كانوا فى المهجر و تعريفهم بالحقوق الليبية و كذلك دعم الدول العربية و دول العالم الثالث و خاصة من أمريكا الاتينية.و لقد كان للدكتورفاضل المجالى مندوب العراق وقتئذ فى الأمم المتحدة دورا هاما فى تجميع الوفود الليبية و تنسيق جهودها من أجل استقلال ليبيا الموحدة.
فر سان الإستقلال و فيهم عبد الرازق شقلوف و عمر شنيب و بشير السعداوى و مصطفى ميزران وخليل القلال

و مختار المنتصرو راسم كعبار و محمد شكرى و يتوسطهم د فاضل المجالى مندوب العراق
 ولقد كان لعبد الرازق دورا أساسيا وفاعلا في هذه المفاوضات من خلال تحركه واتصالاته وأهمها في تمكنه من إقناع مندوب هايتي على التصويت ضد مشروع بيفن سفورزا  ضد رغبة بلاده والتي قامت على الفور بعزله من منصبه كممثل لها بالأمم المتحدة، و يرجع سر موقف هايتى إلى ضغوط فرنسية. ففرنسا كانت تخشى من تأثير استقلال ليبيا على مستعمراتها فى المغرب العربى و تريد الاحتفاظ بفزان تحت سيطرتها.2

مع السيد أحمد الشقيرى مندوب سوريا فى الأمم المتحدة

أما دوره في الدولة الليبية فبدأ بفوزه بمقعد في البرلمان البرقاوي بعد إعلان استقلال برقة في يونيو 1950 م، كما فاز بمقعد في البرلمان الليبي بعد الاستقلال عن مدينة درنة. لكن ذلك لم يدم طويلا فاستقال عبد الرازق ليتسلم وظيفة وكيل وزارة المالية في الدولة الليبية وهنا حصلت الجفوة بينه وبين أبناء مدينة درنة، حيث كان معظم الناس يرغبون في بقائه في البرلمان ممثلا لجناح المعارضة أو الجناح القومي التقدمي على عادة أبناء المدينة، ولكن عبد الرازق رأى أنه من الأفضل له ولبلاده أن يكون في موقع القرار السياسي ويساهم في بناء الدولة فمصلحة أغلبية الشعب الليبي فوق كل اعتبار. وربما رأى عبد الرازق أن المعارضة موقفا وليست مبدأ، وهذا هو الرأي الصحيح. ولو أن كل متعلم ومثقف رفض العمل في الدولة لشغل جميع المناصب الجهال أو غير القادرين ناهيك عن عملاء إيطاليا وهؤلاء كانوا يمثلون الأغلبية المؤثرة فى الشارع الليبى في تلك الفترة. وقد مال إلى رأي عبد الرازق بعد ذلك أبرز أعضاء جمعية عمر المختار في درنة وبنغازي وانخرطوا في سلك الدولة الليبية.
      بقى عبد الرازق لفترة طويلة وكيلا لوزارة المالية وبالتالي وضع بصماته على أهم أوراق السياسة المالية الليبية، وكان له دور بارز في الحياة الاقتصادية الليبية.و كان من أهم إنجازاته فى هذا المجال تلييب قوانين المصارف الليبية من خلال رعايته لمشروع قانون رقم4 لسنة 1963 لتنظيم المصارف بمجهود ليبى صرف و بدون علم الخبراء الإنجليز الذين كانوا يسيطرون على هذا القطاع من خلال إدارة المصارف بقوانين بريطانية و مجموعة من المستشارين. و تمت العملية بطريقة سرية سواء فى الإعداد أو الاستصدار من البرلمان و بالتالي تحرر قطاع المصارف من السيطرة البريطانية.

مراسلة خاصة من الأستاذ عبد الرحيم النعاس 3

و هو كذلك من فرسان الدولة الذين وضعوا حجر الأساس لليبيا الموحدة لأول مرة فى تاريخها الحديث تحت حكم وطنى محلى و كامل الاستقلال. فأكبر معضلة بعد الاستقلال كانت تتمثل فى انعدام الكوادر فلم تكن بالبلاد كلية حديثة واحدة، بينما وجد حوالى ستة عشر خريجا معظمهم فى العلوم الإسلامية و الآداب و كان فى البلاد وقتها ثلاثة محامين و لم يتوفر طبيب ليبى واحد أو مهندس أومساح أو صيدلى واحد. و على أعلى تقدير لم يتوفر أكثر من ربع مليون مواطن يستطيع القراءة و الباقى أميون، بينما نسبة العمى و محدودى البصر بسبب الأمراض مثل التراكوما تصل إلى حوالى 5% من عدد السكان ناهيك عن تفشى الأمراض المعدية الأخرى مثل السل بين الناس. بالفعل كانوا فرسان تلك المرحلة عندما كونوا دولة ذات سيادة مع كل هذه العوامل بالإضافة إلى نقص الموارد المالية.فلم تزد أول ميزانية ليبية عن مليونى جنيه معظمها مساعدات أجنبية.

رأى من عرفه عن قرب
يجدر بنا هنا أن نورد رأي بعض من عرفه عن قرب ومنهم الأستاذ أحمد فؤاد شنيب عندما قال:
شقلوف كان وطني .. ما فيش كلام .. وطنيته لا شك فيها .. نعم تعاون مع الإنجليز (عندما كان فدائيا خلف خطوط الطليان في الحرب العالمية) وهم بدورهم كانوا يثقون فيه... لكنه لم يخن وطنه.. كان رئيس رابطة الشباب وكنت أنا سكرتيرها .. أفاد الناس وما أفاد نفسه .. كان يملك ناصية المال ،لكنه كان يعطي ولا يأخذ.. أعطى الناس الكثير.. لكنه لم يعط نفسه شيئا ... مات فقيرا...فقيرا.
 رحمة الله عليه .. رجل تاريخ .. لكن هذا التاريخ طمس .. سواء بتجاهل الدولة له .. أو بقيمة سلوكه الشخصي. ' .1
وما يأخذه كثير من الناس على شقلوف هو تهوره في فترة من حياته وإدمانه الخمر ولكنه تاب توبة نصوحا وعاد إلى الله وأقبل على العبادة وتلاوة القرآن وأذكر أننا كنا في الحج في عام 1982 م وكان هو حاجا أيضا وكان طوال وقته منكبا على قراءة القرآن.
أما الكاتب فتح الله سرقيوة فيقول عنه:
عبد الرازق شقلوف لم يخن ولم يتآمر، ولم يعرف عنه أنه ظلم أحدا ولا استولى على أموال عامة، لم يغش ولم يزور ولم يملك الجوازات الدبلوماسية ولا المزارع ولا العقارات ولا السيارات الفارهة ولا الحسابات في سويسرا ،وليس لديه عمارات في دول الجوار ولا استثمارات باسمه وجدت بعد رحيله من هذه الدنيا عاش بشرف ومات بشرف ولا حياة إلا للشرفاء. هذا الرجل لم يترك ليبيا لأنه ينتمي لترابها وحب وطنه فوق كل اعتبار، لم يهرب ويقف في أي صف كان ضد الوطن ولهذا قدرت فيه الثورة هذا الموقف النبيل والمشرف والوطني، وأيضاً لم تتعرض له أية جهة في ليبيا بعد خروجه من السجن ومحاكمته.4
 وفى مراسلة خاصة من الأستاذ عبد الرحيم النعاس الذى عمل مع السيد عبد الرازق فى وزارة المالية، و عرفه طول حياته، يقول: كان السيد عبد الرازق أمينا على الأموال العامة، و لم يستاثر لنفسه بشىء منها و نزيها فى علاقته مع الآخرين ووفيا لمعارفه و العاملين معه. قام بدور إيجابى صادق كبير فى تأسيس جمعية عمر المختار و دورها الثقافى فى درنة وكذلك دورها فى تحقيق الوحدة و الاستقلال و ظل طوال حياته موضع التقدير و الاحترام من جميع عارفيه.3
        كما تحدث عنه السيد بشير المنتصر فى شهادته على العهد الملكى فقال: كان لا يستطيع أحد التدخل في سلطات السيد عبد الرازق شقلوف أو فى تصرفاته،و كان مستقلا فى اتخاذ القرار، و كان هذا موضع تعليق فى المجالات الحكومية و الشعبية. وكان فى نفس الوقت يتمتع بثقة جميع رؤساء الحكومات الذين عمل معهم لطبيعته السمحة و إخلاصه و نزاهته شخصيًا.كان شهما و متعلما و ملمًا بعمله و يحبه الجميع.5
تقاعده
بعد رحلة طويلة من النضال السياسي و العمل الوظيفى تقاعد السيد عبد الرازق شقلوف فى درجة خاصة و هو وكيلا لوزارة المالية و كان معاشه التقاعدي فى حدود 300جنيه فى أول سنة 1969 و هو ما يعادل ألف دولار. و بعد قيام الثورة تم التحفظ عليه و تقديمه لمحكمة الشعب التى حكمت له بالبراءة و بعد تعديل الدرجات والمرتبات انخفض معاشه التقاعدي إلى 110 دينار أى ما يعادل سبعين دولارا. و هذا الأمر جعله فى ضائقة مالية اضطر معها إلى ان يبيع كاطه أى بدلته العربية كى يواجه مصاريف الحياة ،و كلنا يعرف الالتزامات المالية لشخص مرموق بين أهله و أبناء بلدته فى مثل هذه السن.و الإنسان فى العالم يشتغل بإخلاص آملا فى أن ينال مرتبا تقاعديا مجزيا يكفل له العيش الكريم، إن مثل هذا الرجل يستحق أعلى الأوسمة بدلا من حياة الضيق و الحاجة و هو بطبعه عصامي لا يطلب و لا يقبل  المساعدة من أحد.



صور من معاملاته التقاعدية 4
وفاته
في آخر حياته رجع للعيش في مدينة درنة إلى أن وافته المنية وانتقل إلى جوار ربه يوم 5 أبريل 2004 عن عمر يتجاوز التسعين سنة وهو في تمام قواه العقلية. غادر الدنيا مثلما دخلها فقيرا لا يملك شيئا إلا رجاءه في رحمة الله ورضوانه. لم يترك مزارع في أوروبا ولا قصورا أو أموالا ولكنه ترك أعمالا ومآثر يعتز بها كل من عرفه وعرفها و الله نسال أن يجعلها فى ميزان حسناته يوم لا ينفع مال و لا بنون، و هكذا يكون العظماء من الرجال ففى الليلة الظلماء يفتقد البدر.
كانت هذه نبذة مختصرة عن فارس من فرسان الاستقلال والدولة الليبية أزفها لمن يبحث عن التاريخ والعبرة و ما أكثر العبر و ما أقل الاعتبار.
____________________
المراجع:
1)محمد المفتى، سهارى درنة ،2007م .       
2)فرج نجم، مقالات وتراجم ليبية، 2005م.
3)عبد الرحيم النعاس، مراسلة خاصة،2010م.
4)فتح الله سرقيوة،قراءة فى ملف وزير مالية سابق، فيلادلفيا8نوفمبر 2007م.
5)بشير السنى المنتصر،مذكرات شاهد على العهد الملكى الليبى، 2008م.

رابط الموضوع : 

الاثنين، 14 يونيو 2010

هل من متعض ؟


عمر بن عبدالعزيزرسالة إلى حكام القصور


لما تلقى عمر بن عبد العزيز خبر توليته للخلافة، انصدع قلبه من البكاء، وهو في الصف الأول، فأقامه العلماء على المنبر وهو يرتجف، ويرتعد، وأوقفوه أمام الناس، فأتى ليتحدث فما استطاع أن يتكلم من البكاء، قال لهم: بيعتكم بأعناقكم، لا أريد خلافتكم، فبكى الناس وقالوا: لا نريد إلا أنت، فاندفع يتحدث، فذكر الموت، وذكر لقاء الله، وذكر مصارع الغابرين، حتى بكى من بالمسجد
يقول رجاء بن حيوة: والله لقد كنت أنظر إلى جدران مسجد بني أمية ونحن نبكي، هل تبكي معنا !! ثم نزل، فقربوا له المَراكب والموكب كما كان يفعل بسلفه، قال: لا، إنما أنا رجل من المسلمين، غير أني أكثر المسلمين حِملاً وعبئاً ومسئولية أمام الله، قربوا لي بغلتي فحسب، فركب بغلته، وانطلق إلى البيت، فنزل من قصره، وتصدق بأثاثه ومتاعه على فقراء المسلمين
*******
نزل عمر بن عبد العزيز في غرفة في دمشق أمام الناس؛ ليكون قريبًا من المساكين والفقراء والأرامل، ثم استدعى زوجته فاطمة، بنت الخلفاء، أخت الخلفاء، زوجة الخليفة، فقال لها: يا فاطمة، إني قد وليت أمر أمة محمد عليه الصلاة والسلام - وتعلمون أن الخارطة التي كان يحكمها عمر، تمتد من السند شرقًا إلى الرباط غربًا، ومن تركستان شمالاً، إلى جنوب أفريقيا جنوبًا - قال: فإن كنت تريدين الله والدار الآخرة، فسلّمي حُليّك وذهبك إلى بيت المال، وإن كنت تريدين الدنيا، فتعالي أمتعك متاعاً حسنًا، واذهبي إلى بيت أبيك، قالت: لا والله، الحياة حياتُك، والموت موتُك، وسلّمت متاعها وحليّها وذهبها، فرفَعَه إلى ميزانية المسلمين
ونام القيلولة في اليوم الأول، فأتاه ابنه الصالح عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز، فقال: يا أبتاه، تنام وقد وليت أمر أمة محمد، فيهم الفقير والجائع والمسكين والأرملة، كلهم يسألونك يوم القيامة، فبكى عمر واستيقظ. وتوفي ابنه هذا قبل أن يكمل العشرين
*******
عاش عمر - رضي الله عنه - عيشة الفقراء، كان يأتدم خبز الشعير في الزيت، وربما أفطر في الصباح بحفنة من الزبيب، ويقول لأطفاله: هذا خير من نار جهنم
أتى إلى بيت المال يزوره، فشم رائحة طيب، فسدّ أنفه، قالوا: مالك؟ قال: أخشى أن يسألني الله - عز وجل - يوم القيامة لم شممت طيب المسلمين في بيت المال؟
دخل عليه أضياف في الليل، فانطفأ السراج في غرفته، فقام يصلحه، فقالوا: يا أمير المؤمنين: اجلس قال: لا، فأصلح السراج، وعاد مكانه، وقال: قمت وأنا عمر بن عبد العزيز، وجلست وأنا عمر بن عبد العزيز
*******
قالوا لامرأته فاطمة بعد أن توفي: نسألك بالله، أن تصِفي عمر؟ قالت: والله ما كان ينام الليل، والله لقد اقتربت منه ليلة فوجدته يبكي وينتفض، كما ينتفض العصفور بلَّله القطْر، قلت: مالك يا أمير المؤمنين؟ قال: مالي !! توليت أمر أمة محمد، وفيهم الضعيف المجهد، والفقير المنكوب، والمسكين الجائع، والأرملة، ثم لا أبكي، سوف يسألني الله يوم القيامة عنهم جميعاً، فكيف أُجيب ؟
*******
من مجموعة طـارق فـاروق البريدية

الثلاثاء، 8 يونيو 2010

والله إنه التمسك بالعقيدة

الإيمان بالمبادئ والعقائد

يقول الراوي ... كنت في دبي لحضور فعاليات مؤتمر عالمي، وكانت أوراق العمل المقدمة كلها ذات علاقة بـ "تطوير الموارد البشرية وكيفية زرع الثقة في الموظف"، وكان من بين أوراق العمل ورقة بعنوان: "الإيمان بالمبادئ والعقائد طريق لتطوير الذات"، قدمها محاضر بريطاني ... وتكلم كثيرا من الناحية النظرية يقول: أن الإنسان عندما يؤمن بمبدأ معين ويطبقه في أمور حياته، سيكون إنسانا متميزا وإن كان مبدأه مخالفا للجميع ... الجميل في المحاضرة قصة أوردها كشاهد، يقول: أنا أعمل مديرا لدائرة التوظيف في الشركة التي أعمل بها ... وقبل سنتين فتحنا باب القبول والتسجيل لأحدى الوظائف، فتقدم لنا أكثر من خمسمائة موظف وموظفة. جميعهم ذوو شهادات أكاديمية وخبرات تؤهلهم للقبول ... وكان قرار لجنة القبول أن المقابلة الشخصية هي الحكم في الاختيار ... ويقول المحاضر: قمنا بجدولة مواعيد المقابلات الشخصية، إلى أن جاء اليوم والذي نقابل فيه أحد طالبي الوظيفه وهو فلبيني الجنسية، وأول ما جلس على الكرسي، قال للجنة التوظيف: سأملي عليكم شروطي أولا ثم قولوا ما تريدون ولكم الحكم النهائي ... استغرب الجميع بهذا الطلب، وانه سيملي عليهم شروطه بينما هو من يحتاج إليهم ... اثار ذلك حفيظتهم وفضولهم، فقالوا له: قل ما تريد ... قال أنا في بطاقتي المدنية اسمي جيمي، ولكن الله منَّ علي بنعمة الإسلام قبل ثلاثة أسابيع فقط ... وسيتغير اسمي: من جيمي إلى جميل محمد ... ونحن كمسلمين نقوم بالصلاة خمس مرات في اليوم، فيجب عليكم إعطائي وقتا مستقطعا في أوقات الصلاة، أعوضكم بدلا عنها بعد الدوام الرسمي ... يقول ذلك الرجل: إن من المفارقات العجيبة، أن جميل محمد هو المسلم الوحيد ضمن المتقدمين ونحن كلنا مسيحيون، ولكن جاء اختيار اللجنة عليه! لجرأته وإيمانه بمبادئه وعقيدته التي تجلت في شخصيته ... حيث إن هذه الشخصية، ستكون محل ثقة الجميع، وستخلص لمن تعمل كي تأخذ رزقها حلالا ... وبإسلام جيمي أو جميل محمد، أنا أعلنت إسلامي! لما رأيته في سماحة وقوة الإسلام ... إنها قصة رائعة، أبكت كثيرا ممن حضر في تلك القاعة، وتأثر به المسيحي والهندوسي والبوذي قبل المسلم ... لأن قاصها عبر عنها بجوارحه وأحاسيسه، وربطها بواقع الحياة العملية.

مما ورد إلى بريدي

الأربعاء، 19 مايو 2010

حاصروا غزة وبلاد المسلمين، فحاصرهم الله ببركان أيسلندا

(حاصروا غزة وبلاد المسلمين، فحاصرهم الله ببركان أيسلندا)
موقع الدرر السنية - قسم دراسات الواقع
7 جمادى الأولى 1431هـ
 
أيسلندا إحدى الجزر الإسكندنافية الصغيرة، وهي من الجزر الأوروبية القريبة من أمريكا الشمالية، عدد سكانها لا يتجاوز 350 ألف نسمة أغلبهم من النصارى البروتستانت، وهي من أكثر دول العالم ثراء وتقدماً. احتلت المرتبة الأولى عام 2007م بوصفها البلد الأكثر تطورا في العالم من قبل الأمم المتحدة، ثار في هذه الدويلة الصغيرة قبل أيام بركان من تحت نهرٍ جليديٍّ، زفر زفرات، ونفث نفثات، من السحب الغبارية، فأحدث فزعاً عارماً في قارة أوروبا بأسرها، وارتباكاً عالمياً للرحلات الجوية الدولية.
فسبحان الله..
في لحظاتٍ معدودات، انقلب الأمن خوفاً، والسرور حزناً، والحركة سكوناً، فالسحب البركانية أدت إلى توقَّف الطائرات، وإغلاق المطارات, وتعليق الرحلات، واحتجاز ملايين المسافرين والمسافرات.
أغلقَ أكثر من 100 مطار أوروبي أبوابه الجوية
وألغيت عشرات الآلاف من الرحلات الجوية
وبلغت خسائر شركات الطيران مئات الملايين من الدولارت يومياً، فضلاً عن خسائر المصدرين والمستوردين .
أوربا بأكملها، بأحدث تقنياتها، وقوتها وجبروتها وغطرستها، تقف عاجزةً أمام بركان من نهر صغير، في جزيرة صغيرة من مجموعة جزر، في دولة صغيرة.
غزة اليوم محاصرة .........وأوروبا اليوم محاصرة
غزة اليوم لا يستطيع أهلها أن يسافروا ......وأوروبا اليوم لا يستطيع أهلها السفر
أظلموا ليل غزة .....فأظلم الله نهارهم وسماءهم بركام من السحب الغبارية
غزة اليوم تعطل مطارها ......وأوروبا اليوم والغرب تعطلت كثيرٌ من مطاراتها
ضُربت غزة قبل عام، وتُضرب اليوم مناطق من أفغانستان بغازات سامة ....... فأنزل الله على الغرب الرماد البركاني الذي وُصِفَ بالقاتل؛ لأن استنشاقه يمزق النسيج الرئوي.
 
إن ما تخسره غزة في عام بسبب الحصار تخسره أوروبا في أيام فقط }إنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد{.
إنَّ بركان (أيسلندا) ليس عبرة لأوروبا فحسب، بل وللولايات المتحدة التي تتزعم سياسة الحصار والتجويع لبلادٍ شتى في أنحاء العالم.
فأمريكا تحاصر غزة بمساندتها للكيان الصهيوني، وتخوض حروباً دامية في العراق وأفغانستان وباكستان وغيرها، فأذاقها الله مرارة الحصار وخسائره رغم بعدها عنه.
وصدق الله القائل:
{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال:30]
}وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ} [الحشر:2]
{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ} [المدثر:31]

« فـأر » تحوّل إلى « نـمر »

« فـأر » تحوّل إلى « نـمر »


بقلم د. محمود عمارة 8 / 3 / 2010




« بلد » مساحته تعادل مساحة محافظة الوادي الجديد في مصر «٣٢٠ ألف كيلو متر مربع » ... وعدد سكانه ٢٧ مليون نسمة ، أي ثلث عدد سكان المحروسة ... كانوا حتى عام 1981 يعيشون فى الغابات ، ويعملون فى زراعة المطاط ، والموز ، والأناناس ، وصيد الأسماك ... وكان متوسط دخل الفرد أقل من آلف دولار سنوياً ... والصراعات الدينية « ١٨ ديانة » هي الحاكم ... حتى أكرمهم الله برجل أسمه «mahadir bin mohamat‏» ، حسب ما هو مكتوب في السجلات الماليزية .. أو « مهاتير محمد » كما نسميه نحن .. فهو الأبن الأصغر لتسعة أشقاء ... والدهم مدرس ابتدائي راتبه لا يكفي لتحقيق حلم ابنه « مهاتير » بشراء عجلة يذهب بها إلى المدرسة الثانوية .. فيعمل « مهاتير » بائع « موز » بالشارع حتى حقق حلمه ، ودخل كلية الطب فى سنغافورة المجاورة ... ويصبح رئيساً لإتحاد الطلاب المسلمين بالجامعة قبل تخرجه عام 1953 ... ليعمل طبيباً فى الحكومة الإنكليزية المحتلة لبلاده حتى استقلت « ماليزيـا » في عام 1957، ويفتح عيادته الخاصة كـ « جراح » ويخصص نصف وقته للكشف المجاني على الفقراء ... ويفوز بعضوية مجلس الشعب عام 1964 ، ويخسر مقعده بعد خمس سنوات ، فيتفرغ لتأليف كتاب عن « مستقبل ماليزيا الإقتصادي » في عام 1970 ... ويعاد انتخابه «سيناتور» في عام 1974 ... ويتم اختياره وزيراً للتعليم في عام 1975 ، ثم مساعداً لرئيس الوزراء في عام 1978 ، ثم رئيساً للوزراء في عام 1981 ، أكرر فى عام 1981 ، لتبدأ النهضة الشاملة التي قال عنها في كلمته بمكتبة الإسكندرية إنه استوحاها من أفكار النهضة المصرية على يد محمد علي .. فماذا فعل « الجراح الماليزي » ؟



أولاً : رسم خريطة لمستقبل ماليزيا حدد فيها الأولويات والأهداف والنتائج ، التي يجب الوصول إليها خلال ١٠ سنوات .. وبعد ٢٠ سنة .. حتى عام 2020 !!!


ثانياً : قرر أن يكون التعليم والبحث العلمي هما الأولوية الأولى على رأس الأجندة ، وبالتالي خصص أكبر قسم في ميزانية الدولة ليضخ في التدريب والتأهيل للحرفيين .. والتربية والتعليم .. ومحو الأمية .. وتعليم الإنكليزية .. وفي البحوث العلمية .. كما أرسل عشرات الآلاف كبعثات للدراسة في أفضل الجامعات الأجنبية .. فلماذا « الجيش » له الأولوية وهم ليسوا في حالة حرب أو تهديد ؟ ولماذا الإسراف على القصور ودواوين الحكومة والفشخرة والتهاني والتعازي والمجاملات والهدايا .. طالما أن ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع ؟


ثالثاً : أعلن للشعب بكل شفافية خطته واستراتيجيته ، وأطلعهم على النظام المحاسبي الذي يحكمه مبدأ الثواب والعقاب للوصول إلى « النهضة الشاملة » ، فصدقه الناس ومشوا خلفه ليبدأوا « بقطاع الزراعة » .. فغرسوا مليون شتلة « نخيل زيت » فى أول عامين لتصبح ماليزيا أولى دول العالم فى إنتاج وتصدير « زيت النخيل » !!!


ففي قطاع السياحة .. قرر أن يكون المستهدف في عشر سنوات هو ٢٠ مليار دولار بدلاً من ٩٠٠ مليون دولار عام 1981 ، لتصل الآن إلى ٣٣ مليار دولار سنوياً .. وليحدث ذلك ، حّول المعسكرات اليابانية التي كانت موجودة من أيام الحرب العالمية الثانية إلى مناطق سياحية تشمل جميع أنواع الأنشطة الترفيهية والمدن الرياضية والمراكز الثقافية والفنية .. لتصبح ماليزيا « مركزاً عالمياً » للسباقات الدولية فى السيارات ، والخيول ، والألعاب المائية ، والعلاج الطبيعي ، و... و... و....


وفي قطاع الصناعة .. حققوا فى عام 1996 طفرة تجاوزت ٤٦٪ عن العام السابق بفضل المنظومة الشاملة والقفزة الهائلة فى الأجهزة الكهربائية ، والحاسبات الإلكترونية.


وفي النشاط المالي .. فتح الباب على مصراعيه بضوابط شفافة أمام الاستثمارات المحلية والأجنبية لبناء أعلى برجين توأم فى العالم .. بتروناس .. يضمان ٦٥ مركزاً تجارياً فى العاصمة كوالالمبور وحدها .. وأنشأ البورصة التي وصل حجم تعاملها اليومي إلى ألفي مليون دولار يومياً.



وأنشأ أكبر جامعة إسلامية على وجه الأرض ، أصبحت ضمن أهم خمسمائة جامعة فى العالم يقف أمامها شباب الخليج بالطوابير ، كما أنشأ عاصمة إدارية جديدة
putrajaya‏ بجانب العاصمة التجارية «كوالالمبور» التي يقطنها الآن أقل من ٢ مليون نسمة ، ولكنهم خططوا أن تستوعب ٧ ملايين عام 2020 ، ولهذا بنوا مطارين وعشرات الطرق السريعة تسهيلاً للسائحين والمقيمين والمستثمرين الذين أتوا من الصين والهند والخليج ومن كل بقاع الأرض ، يبنون آلاف الفنادق بدءًا من الخمس نجوم حتى الموتيلات بعشرين دولار فى الليلة !!!



بإختصار .. إستطاع الحاج «مهاتير» من عام 1981 إلى عام 2003 أن يحلق ببلده من أسفل سافلين لتتربع على قمة الدول الناهضة التي يشار إليها بالبنان ، بعد أن زاد دخل الفرد من ١٠٠ دولار سنوياً في عام 1981 عندما تسلم الحكم إلى ١٦ ألف دولار سنوياً .. وأن يصل الإحتياطي النقدي من ٣ مليارات إلى ٩٨ ملياراً ، وأن يصل حجم الصادرات إلى ٢٠٠ مليار دولار ، فلم يتعلل بأنه تسلم الحكم فى بلد به ١٨ ديانة ، ولم يعاير شعبه بأنه عندما تسلم الكرسي فى عام 1981 كان عددهم ١٤ مليوناً والآن أصبحوا ٢٨ مليوناً ، ولم يتمسك بالكرسي حتى آخر نفس أو يطمع فى توريثه لأبنائه ...



في عام 2003 وبعد ٢١ سنة ، قرر بإرادته المنفردة أن يترك الجمل بما حمل ، رغم كل المناشدات ، ليستريح تاركاً لمن يخلفه « خريطة طريق » و« خطة عمل » اسمها « عشرين .. عشرين » .. أى شكل ماليزيا عام 2020 والتي ستصبح رابع قوة إقتصادية فى آسيا بعد الصين ، واليابان ، والهند.





لهذا سوف يسجل التأريخ .. « أن هذا المسلم العلماني » لم ترهبه إسرائيل التي لم يعترفوا بها حتى اليوم ، كما ظل ينتقد نظام العولمة الغربي بشكله الحالي الظالم للدول النامية ، ولم ينتظر معونات أمريكية أو مساعدات أوروبية ، ولكنه اعتمد على الله ، وعلى إرادته ، وعزيمته ، وصدقه ، وراهن على سواعد شعبه وعقول أبنائه ليضع بلده على « الخريطة العالمية » ، فيحترمه الناس ، ويرفعوا له القبعة !!!



وهكذا تفوق « الطبيب الجراح » بمهارته وحبه الحقيقى لبلده واستطاع أن ينقل ماليزيا التى كانت « فأراً » إلى أن تصبح « نمراً » آسيوياً يعمل لها ألف حساب !!!



أما « الجراحون » عندنا ، وفى معظم البلدان العربية ، فهم « كحلاقي القرية » الذين يمارسون مهنة الطب زوراً وبهتاناً .. فتجدهم ، إذا تدخلوا « بغبائهم » و« جهلهم » و« عنادهم » ، قادرين بإمتياز على تحويل « الأسد » إلى « نملة » !!!



ولله فى خلقه شؤون !!!